تعريف بالشركات الناشئة

تعريف بالشركات الناشئة

لقد شهدت الشركات الناشئة في السنوات الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا غير معتاد، وكان الاعتقاد السائد الخاطئ أن الشركات الناشئة هي شركات تكنولوجية فقط، وإن كانت شركات التكنولوجيا تتمتع بنمو هائل بسبب طبيعتها التي تسمح لها بالوصول إلى الأسواق العالمية، ولكن ليست التكنولوجيا هي العامل الوحيد في ذلك، فقدره الشركة على استقطاب الاستثمارات وخلق استراتيجيات تمويل قوية ودعم مالي من المستثمرين يساعدها في التوسع عالميًا، وما يلزم لإنشاء شركة ناشئة ناجحة هي فكرة مبتكرة غير تقليدية ويمكن تطبيقها على أرض الواقع، وسنتناول في هذا المقال كل ما يتعلق بالشركات الناشئة من خلال العناصر الرئيسية الآتية:

ونقدم شرح تفصيلي لكل عنصر من خلال العناصر الرئيسية فيما يلي:

أولًا: المقصود بالشركة الناشئة:

مصطلح الشركة الناشئة Start up يطلق على الشركات حديثة النشأة، ونشأت الشركة من خلال فكرة إبداعية وتكون في مرحلة النمو ، ولقد تعددت التعريفات حول مفهوم الشركة الناشئة وإن كان مبدأها واحد، ويمكن تعريف الشركة الناشئة بأنها “أي مشروع تجاري الغرض منه التطوير والنمو بشكل كبير ويعمل على البحث عن نموذج عمل قابل للتطوير حيث يقوم المؤسسون بتقديم الفكرة لتلبية احتياجات السوق أو لحل المشاكل الخاصة بالعملاء”، وتتفق الشركة الناشئة مع ريادة الأعمال في ذات فكرة تطوير ونمو نموذج عمل قابل للتطبيق، ولكن تختلف عنها في أن الشركة الناشئة تهدف إلى النمو والتطور بشكل ضخم.

كما تتميز الشركة الناشئة بمجموعة من المميزات منها المرونة والسرعة فالشركة الناشئة تكون لديها القدرة على التأقلم مع تغيرات السوق وتغير وتطوير نفسها، ومن المزايا التي تتميز بها الشركة الابتكار والإبداع فعلى الموظفين العاملين بالشركة تكون لديهم القدرة على تطوير مهاراتهم من أجل تحقيق هدف النمو والتطور الذي تسعى الشركة لتحقيقه، ومن المميزات أيضًا الكفاءة في اتخاذ القرارات فالشركة تتسم بطابع غير رسمي وهذا الأمر يكثر من التواصل بين الفريق وإنتاجاتهم لذلك يجب أن يكون المؤسسون الكفاءة والقدرة على اتخاذ القرارات، تتميز الشركة الناشئة بتنافس في الأسعار فالمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة تكون ذات تكلفة أقل من الشركات الرائدة.

والشركة الناشئة تواجه العديد من التحديات من أهمها الوصول إلى الفكرة والحصول على التمويل، فليس من السهل الوصول إلى فكرة مبتكرة وقابلة للتطوير فهذا الأمر يتطلب وضع خطة مدروسة وبحث وتحليل للوصول إلى أفضل فكرة قابلة للتنفيذ، أما فيما يتعلق بالحصول على تمويل، ليس من السهل أيضا الحصول على تمويل لتحويل الفكرة إلى مشروع على أرض الواقع.

وهناك مصادر تقليدية ومصادر غير تقليدية للحصول على تمويل، فمن المصادر التقليدية القروض من البنوك والقروض الممولة من الحكومة لإدارة المشاريع الصغيرة، ومن المصادر غير تقليدية للحصول على التمويل حاضنات الأعمال وتعتبر من المؤسسات تقدم الدعم لرواد الأعمال الذين يرغبون في إنشاء شركة الناشئة وبحاجة إلى المال، ومن ضمن التحديات أيضًا المنافسة القوية حيث تعتبر المنافسة من التحديات الكبرى لبقاء الشركة، إضافة لذلك كسب ثقة العملاء فالعميل هو المستهدف بما تقدمه الشركة والقوة الحقيقة لاستمرار الشركة ونجاحها.

ثانيًا: الفرق بين الشركة الناشئة والشركات الأخرى:

إن ما تتميز به الشركات الناشئة من النمو السريع والتغيير والانتقال من مرحلة إلى أخرى يجعل فروق بينها وبين المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبينها وبين الشركات الكبيرة، وسوف نوضح هذه الفروق كالآتي:

أ. الفرق بين الشركات الناشئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة:

هناك عدة نقاط تختلف فيها الشركات الناشئة عن المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فمن حيث التوقيت الشركة الناشئة تكون مؤقتةً؛ لأنه ليس من السهل بقاء هذه الشركة، ودائما ما يسعى رائد الأعمال إلى تحمل المخاطر حتى يستطيع الوصول إلى مرحلة يمكن له فيها تحويل الشركة إلى شركة كبيرة أو استحواذ عليها شركة أكبر أو غير ذلك، أما المشاريع الصغيرة والمتوسطة بتكون دائمة، لأن هذه المشاريع بدأت بحجم صغير، وتهدف إلى خلق ربح مالي دون أن تغير من حجمها.

ومن حيث الابتكار والمخاطرة لقد ذكرنا أن الشركات الناشئة تقوم على أساس فكرة مبتكرة وقابلة للتطوير للقيام بمستجدات للمنتج أو الخدمة من أجل تطوير الشركة والوصول إلى أفضل ربح، ولا شك أن القيام بالتطوير المستمر للمنتج أو الخدمة فيه مخاطرة كبيرة للوصول إلى الشكل النهائي وما يتطلب ذلك من نفقات.

فضلًا عن ذلك ردود العملاء على المستجدات، وفي حالة نجاح الابتكار والقدرة على تجاوز المخاطر تحقق الشركة أرباح ضخمة، بينما المشاريع الصغيرة والمتوسطة غالبا ما تكون بعيدة عن الابتكار لتضمن السوق لها، فهي تبحث عن فكرة ناجحة وتقلدها، وبالتالي لا تقوم بالتطوير لمنتجاتها وخدماتها إلا في حدود، ولا تدخل في أسواق جديدة، فهي تبتعد عن المخاطر.

أما من ناحية التمويل عادة ما يتم تمويل الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال الأموال الشخصية لأصحاب الشركات والمشاريع، ولكن يمكن للشركات الناشئة الحصول على تمويل أكبر من عدة مصادر، فقد يحصل على تمويل من خلال المستثمرين الذين يريدون المساهمة في الشركة مقابل الحصول على أسهم.

وقد يحصل على التمويل من رجال الأعمال، وغيرها من المصادر، في حين أن تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة عادة ما يكون من خلال الأموال الشخصية أو الحصول على قروض من البنوك، وذلك لأن رأس مال المشروع عادة ما تعود ملكيته للمالك، وهذا بخلاف الشركة الناشئة لأنه قد يستحوذ عليها أحد المستثمرين فيما بعد.

ب. الفرق بين الشركات الناشئة وبين الشركات الكبرى:

هناك فروق تميز الشركة الناشئة عن غيرها من الشركات الكبرى، فمن حيث المخاطرة والربح وضحنا إن الشركة الناشئة تواجه العديد من المخاطر، وهذه المخاطر تجعل الشركة في عرضه للفشل، فقد تكون المخاطرة عدم التوصل إلى أفضل حل للمشكلة، أو عدم القدرة على التأقلم مع التغيير البيئي، وغيرها من المخاطر، وفي حالة مواجهة هذه المخاطر وتجاوزها تحقق الشركة أرباح ضخمة، بينما الشركات الكبرى تواجه بعض المخاطر،  حيث إنها تحاول أن تتجنب المخاطر التي من الممكن أن تكون سبب في فشلها، وتركز على الربح الذي تستطيع تحقيقه، فهذه الشركات يكون لها وجود واضح في السوق ولا تريد خسارة موظفيها وعملائها من جراء هذه المخاطر، وعادة ما تحقق ربح كبير.

ومن جهة الثبات والتغيير لما كانت الشركة الناشئة تقوم على فكرة تكون قابلة للتغيير والتجديد، فهذا يعني أن محور تركيز الشركة منصب على مشكلة، وحلها هو التطوير للوصول إلى الحل المثالي، في حين أن الشركات الكبرى تميل إلى الثبات، للوصول إلى حصة أكبر في السوق أو الحفاظ على حصتها، فهي تضمن فئة معينة من العملاء ولا تريد خسارتهم بسبب أي تغيير فيما تقدمه من منتج أو خدمة.

ومن حيث الابتكار فالشركات الناشئة دائمًا ما تسعى إلى تمييز نفسها عن غيرها من خلال الحلول والأفكار المبتكرة التي تقوم بتنفيذها، وهذا الأمر يتطلب القيام بالعديد من التجارب، ومعرفة رأي العملاء، ولا شك أن هذا الأمر يحول الشركة إلى شركة كبيرة، أما الشركات الكبرى لا تسعى دائمًا للابتكار؛ لأن التغيير الجذري في الأعمال الرئيسية يجعلها تتحمل مخاطر كبيرة، وقد يؤدى ذلك إلى خسارة الأرباح التي تسعى إلى تحقيقها، وهذا لا يعني أنها لا تقوم بالابتكار مطلقًا، ولكن تستخدمه في حدود.

ثالثًا: خطوات تأسيس شركة ناشئة:

ليس من السهل القيام بتأسيس شركة ناشئة ناجحة قادرة على الاستمرار، فنجاح هذه الشركات مهمة صعبة وشاقة ومحفوفة بالمخاطر، ولكنها تستحق المخاطرة من أجلها، فكثير من الشركات الناشئة تفشل في السنوات الأولى من تأسيسها، ويرجع ذلك العديد من العوامل، لذا نتناول الخطوات الأساسية التي يقوم عليها تأسيس شركة ناشئة ناجحة، وهذه الخطوات هي:

١) العثور على فكرة الشركة:

إن تأسيس أي شركة ناشئة يبدأ بالتوصل إلى فكرة، ويمكن العثور على هذه الفكرة من خلال معرفة ما يحتاجه أفراد المجتمع أو فئة منه، أو يكون لدى فئة كبيرة من المجتمع مشكلة ويتم تقديم الحل لهذه المشكلة من خلال الفكرة التي تقوم عليها الشركة، وبذلك تكون فكرة الشركة تُقدّم قيمة مضافة للعملاء وغير تقليدية، وليست مجرد فكرة مستمدة من أفكار موجودة بالفعل.

ولكي تتقدم الشركة وتظل مستمرةً لابد أن تكون الفكرة قابلة للنمو والتطور في المستقبل والتحسين من المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة، وقابلة للتطبيق على أرض الواقع؛ لأن كلما كان الهدف من إنشاء الشركة واضح كلما نجح الوصول إليه بشكل أسرع.

٢) تحديد مصادر التمويل:

لا يمكن القيام بأي نشاط أيًا كان نوعه أو طبيعته دون الاعتماد على رأس المال في كل مرحلة يمر بها النشاط، لذا يعد من الخطوات الأساسية قبل تنفيذ خطة العمل تحديد المصادر التي يعتمد عليها في التمويل، ولأن النقص في التمويل يعتبر من أحد أسباب فشل الشركات الناشئة، وهناك العديد من المصادر التي يمكن اللجوء إليها لتمويل الشركة منها المستثمرين الملائكي، حاضنات أو مسرعات الأعمال، القروض البنكية وغيرها من المصادر، وسنتناول مصادر التمويل بشكل تفصيلي فيما بعد.

٣) اختيار اسم ومقر الشركة:

من العوامل الرئيسية لنجاح الشركة اختيار الاسم المناسب للشركة، وهناك خصائص لابد من مراعاتها عند اختيار اسم الشركة أن يكون جاذب العملاء لافتًا لنظرهم، وأن يكون سهل في نطقه، وألا يكون طويلًا، ولا يؤثر فيه نمو وتطوير النشاط بمعنى أن يكون الاسم شامل غير مقيد، إضافة لذلك اختيار اللوجو والألوان المناسبة للعلامة التجارية، وللقيام بذلك يمكن الاستعانة بالمصممين المختصين بذلك للمساعدة في اختيار وإنشاء العلامة التجارية.

يُعد المكان الذي يتم اختياره لتكون فيه الشركة الناشئة هو المقر الرئيسي للشركة، ويضم المصالح الإدارية والموارد البشرية والتقنية، ولا يشترط أن يكون للشركة موقع واحد فيمكن أن يكون لها فروع، ولابد أن يكون مقر الشركة مناسب بمعني أن يكون مكان الشركة متوافق مع الميزانية وخطة العمل، لأنه يكون واجهه العمل والمكان الذي يدير منه العمل، ولا يتطلب أن يكون المكان واسع وضخم وخاصة في المراحل الأولى من إنشاء الشركة ويمكن لشركة بعد ذلك بنقل مقرها الرئيسي.

٤) وضع خطة العمل:

خطة العمل هي التي من خلالها يسير العمل داخل الشركة الناشئة، لذا تعتبر من الخطوة الأهم لأنها تكون قادرة على تحقيق الأهداف لوصول الشركة الي النجاح المرغوب فيه، لذا يجب دراسة الخطة الموضوعة دراسة جيدة، ولا شك أن بذل الوقت والجهد اللازم لوضع خطة مدروسة جيدا يساعد في الوصول للأهداف المرجوة بشكل أسرع، كما أن كتابة الخطة تساعد رواد الأعمال في معرفة فرص النجاح والعقوبات التي ستواجه، فضلًا عن أنها تساعد في تغطية جميع الجوانب.

٥) اختيار فريق العمل:

يقوم رائد الأعمال في هذه المرحلة باختيار الموظفين الذين يعملون بالشركة، وهذه الخطوة أساسية والأزمة عند إنشاء شركة ناشئة، وعادة ما تكون هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، لذلك يجب الانتباه عند اختيار الفريق لأن من خلالهم تحقق الشركة الناشئة أهدافها والوصول إلى النجاح، كما يجب في هذه المرحلة بذل العناية اللازمة وأقصى مجهود من أجل اختيار فريق العمل متميز، ولتحقيق ذلك يمكن وضع صفات أساسية يجب توافرها في أعضاء الفريق، بحيث تكون هذه الصفات مناسبة للخطط والأفكار اللازمة لتنفيذ أهداف الشركة، فضلًا عن الخبرة والمهارة التي يجب توافرها في بعض الاعضاء.

٦) دراسة السوق وعمل نموذج أولى للشركة الناشئة:

إن خطوة دراسة السوق خطوة في غاية الأهمية، لأن من خلال هذه الدراسة يتم معرفة المنافسين وجمع البيانات والمعلومات عن السوق بمعرفة حجم العرض والطلب على المنتج أو الخدمة الذي سيقدم من الشركة، فضلًا عن معرفة المستهلكين الفعليين أو المحتملين، ولا شك أن ذلك كله سوف يساعد في إعداد خطة تسويقية فعالة وقادرة على المنافسة، ويمكن القيام بعملية بحث السوق من خلال الاستعانة بخير اقتصادي أو إلكتروني.

وهناك بعض رواد الأعمال يقلو من أهمية عمل نموذج أولى للمنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة، ولكن في حقيقة الأمر هذا النموذج الأولي يكون في غاية الأهمية لأنه قابل للتجريب، حيث يتم تقديم المنتج أو الخدمة بشكل أولي وتطرح في السوق لمعرفة مدى قابلية العملاء الذين تم استهدافهم وآرائهم وانتقاداتهم، ثم بعد ذلك يتم تطبيق رغبات العملاء على المنتج أو الخدمة بصورة نهائية قبل تقديمه بشكل رسمي في السوق.

٧) الإجراءات القانونية الواجب اتخاذها:

إن من أهم الإجراءات اللازمة التي يجب على كل من يقوم بإنشاء شركة أن يقوم بتسجيل هذه الشركة فهذه الخطوة أساسية وبدونها لا تتواجد الشركة الناشئة بشكل رسمي في سوق العمل، ولأن التسجيل يعطى للشركة حقوق تتمتع بها ويفرض عليها التزامات بصفتها شخص اعتباري.

ويتطلب إجراء التسجيل اللجوء إلى المختصين بالأمور القانونية الخاصة بإنشاء الشركات واطلاقها، لأنهم على علم ودراية بكافة الإجراءات التي يجب اتباعها عند القيام بتسجيل الشركة، وذلك من أجل ضمان صحة الإجراءات التي يجب اتباعها عند القيام بتسجيل الشركة، وذلك من أجل ضمان صحة الإجراءات وضمان قانونية الشركة الناشئة.

ومن الإجراءات التي يجب على رائد الأعمال أن يتخذها من أجل حماية شركته الناشئة أن يقوم بحماية حقوق الملكية الفكرية للشركة من وقت إنشائها، لأن تأخير ذلك فيه ضرر على الشركة إذا قام أشخاص آخرين باستخدام الملكية الفكرية الخاصة به، حيث هناك بعض الأفراد يسرقون أفكار المشروع ويستخدمون الملكية دون إذن من صاحبها.

ويعد من ضمن الملكية الفكرية للشركة العلامة التجارية الخاصة بها، وهذه العلامة هي التي تميز المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة عن غيرها من الشركات المنافسة، ويجب أن تكون هذه العلامة مميز بحيث لا يخلط بينها وبين علامة تجارية أخرى، كما يجب أيضًا تسجيل هذه العلامة لأن ذلك يحافظ على العلامات التجارية والملكية الفكرية الخاصة بها ويمنع من سرقتها، كما تعطى لأصحابها الحق في اتخاذ الإجراءات القانونية عند ثبوت استخدام شخص آخر للعلامة التجارية.

٨) التسويق الإعلامي للشركة:

التسويق ضرورة هامة لكل اصحاب المشاريع ورواد الأعمال والعلامات التجارية للترويج عن منتجاتهم أو خدماتهم، فبدون التسويق قد لا يعرف أفراد المجتمع أي شيء عن الشركة أو ماذا تقدم أو نشاطها؛ لذا يكون التسويق عنصر أساسي لنجاح الشركة.

وهناك شكلين للتسويق فقد يكون تسويق تقليدي وقد يكون تسويق الكتروني، بالنسبة للتسويق التقليدي يكون من خلال القنوات الفضائية عبر التلفاز والمجلات وبطاقات الإعلانات التقليدية والملصقات، اما التسويق الإلكتروني يتم عن طريق الوسائل والقنوات الإلكترونية، ونلاحظ أن في السنوات الأخيرة الماضية قد انتشر هذا النوع من التسويق بشكل ملحوظ، حيث له فاعلية في الترويج للمنتج أو الخدمة وبتكلفة أقل من التسويق التقليدي.

رابعًا: مصادر تمويل الشركة الناشئة:

دائمًا ما تبحث الشركات الناشئة عن مصادر التمويل لتنمية أعمالها، ولكي يحصل رواد الأعمال على تمويل للشركة يجب أن تكون لديه فكرة مبتكرة وقابلة للتطوير، وبلمسات إبداعية تؤدي حاجة العميل وتحل مشكلة لديه وبذلك يكون نمو الشركة أسهل وأسرع.

حيث إن المستثمرين والمؤسسات التي تقوم بتمويل الشركات الناشئة تقدم التمويل بعد أن تتأكد من نجاح الشركة، وهناك العديد من المنصات والبنوك والصناديق التي تقوم بدعم الشركات ولكن بشرط أن تستوفي شروط الانضمام وتوضيح المشروع وأن تكون الخطة مقنعة ومنظمة وتقديم الأوراق المطلوبة، ومن أبرز مصادر التمويل التي يمكن اللجوء إليها عند تأسيس الشركة الناشئة هي:

١- التمويل الذاتي:

التمويل الذاتي يكون من خلال المال الشخصي، ويكون المصدر الأول الذي يلجأ إليه رواد الأعمال لتمويل أعمالهم، حيث يسعى البعض في تمويل شركاتهم إلى استخدام مصدر دخل اضافي لهم في إنشاء شركاتهم الخاصة أو حتى ادخار بعض الأموال وتوظيفها في العمل، فيكون الاعتماد على الأموال الشخصية في تمويل الشركة الناشئة الخاصة به ولا شك في أن هذه الطريقة من أفضل مصادر تمويل الشركات الناشئةstart ups.

٢- التمويل عن طريق الأصدقاء والعائلة:

يعد التمويل عن طريق الأصدقاء والعائلة الطريق المختصر والمفيد خاصة في المراحل الأولى لتأسيس الشركة الناشئة، فربما يكونوا الأصدقاء والعائلة لديهم القدرة والاستعداد لمساعدته لتحقيق أهدافه، وقد يتم كسب الدعم المالي منهم مقابل بعض الأسهم.

٣- التمويل عن طريق Angel investors:

هو ما يعرف بالمستثمرين الملائكيين، وهم مجموعة أفراد مستثمرون يستثمرون في الشركات الناشئة القابلة للنمو السريع لتوفير الدعم المادي لهذه الشركات في المراحل الأولى من نموها، ولا يستثمرون في هذه الشركات إلا بعد التأكد من أن الشركة ستنجح، مثال لذلك مجموعة عقالOQAL، وتعتبر هذه المجموعة اول مجموعة للمستثمرين الملائكيين في المملكة العربية السعودية وغير هادفة للربح.

٤- منصات التمويل الجماعي:

يمكن للشركات الناشئة الحصول على التمويل من خلال منصات التمويل الجماعي، ويمكن من خلاله الحصول على أموال ذات مبالغ صغيرة من خلال عدد كبير من الأشخاص يستخدمون الإنترنت ووسائل الإعلام بعرض تمويل المشروع، ويتم جمع المال من خلال المنصات المختصة بذلك، والتمويل الجماعي قد يكون من أجل الحصول على قروض أو من أجل المساهمة في تأسيس الشركة، ومن أمثلة هذه المنصات منصة سكوبير، ومنصة منافع.

٥- التمويل عن طريق مسرعات الأعمال:

يمكن تمويل الشركات الناشئة من خلال اللجوء إلى مؤسسات مسرعات الأعمال، حيث تسعى هذه المؤسسات لإنجاز تطوير شركات رواد الأعمال من خلال دعمهم بتوفير المال في سبيل تسريع نضج الشركات الناشئة، ولا يقتصر دعمهم على تقديم الأموال فقط بل تعطي لرواد الأعمال دورات تدريبية لاكتساب المعرفة الأساسية اللازمة لنجاح الشركة في تحقيق أهداف.

٦- التمويل البنكي:

يُمكن لرواد الأعمال اللجوء إلى البنوك للحصول على قروض لتمويل الشركة، ولكن من المعروف أنه يشترط من أجل الحصول على قروض من البنك لابد من تقديم ضمان ورهن وتقديم شرح مقنع حول فكرة الشركة الناشئة، وقد تبقى الشركة مرتبطة بسداد القرض للبنك لسنوات طويلة، لذا قامت البنوك بتقديم المميزات للتشجيع أصحاب المشاريع والشركات الحصول على قروض من البنوك.

٧- التمويل عن طريق المنح الحكومية:

عادةً ما تقدم المؤسسات الحكومية منحًا لأصحاب الشركات الناشئة، ويتم من خلال هذه المنح عرض فكرة الشركة وخطة تنفيذها، ورغم من أن المنح الحكومية تعتبر مصدرًا هامًا للتمويل الشركات الناشئة لكن ليس من السهل الحصول على هذه المنح لوجود منافسة كبيرة بين الشركات عليها.

خامسًا: الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة:

لقد بدأ الاستثمار الجريء بالانتشار بالتوسع بالمملكة العربية السعودية في الأعوام الأخيرة الماضية، وقد سمى الاستثمار الجريء بهذا الاسم لأن المستثمر يقوم بالاستثمار في مشروعات محاطة بالمخاطر العالية، وغالبًا ما يكون ذلك في شركات التقنية.

وقامت المملكة بتقديم الدعم لتمكين قطاع الاستثمار الجريء ودعم شركات التقنية الناشئة ورواد الأعمال القائمين عليها، ولا شك في أن ذلك جعل المملكة تشهد نموًا متسارعًا وغير مسبوق في هذا القطاع، مما أدى ذلك إلى تنمية البيئة الاستثمارية وتنظيم التشريعات الخاصة بها.

بدءً من عام ٢٠١٨م قامت المملكة العربية السعودية بتأسيس شركة الاستثمار الجريء، وتقوم بتطوير هذه المنظومة بالتشجيع على الاستثمار بالمشاركة في مجموعات المستثمرين الملائكيين والاستثمار في الصناديق الاستثمارية.

إضافةً لذلك عملت على تحفيز نمو الاستثمار الجريء ونمو الشركات الناشئة من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات الجديد لتحقيق رؤية 2030، ولا شك أن كلما زادت اعداد صناديق الاستثمار الجريء ومجموعات المستثمرين الملائكيين كلما دل ذلك على وجود رواد أعمال متميزين ولهم القدرة على إنشاء شركات ناشئة قادرة على النمو السريع، وقد ساعد ضخامة حجم سوق المملكة في استقطاب المستثمرين ورواد الأعمال للاستثمار داخل المملكة.

إعداد/ محمد محمود