الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة

الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة

تسعى الشركات الناشئة منذ بداية المراحل الأولى من تأسيسها إلى زيادة رأس مالها، وينصب اهتمامها في البداية على إثبات جدارتها، وتوسيع عملائها، وتتعــدى احتياجــات الشــركات الناشــئة مــن التمويــل الحاجــات الاعتيادية، فقد تلجأ إلى التمويل الخارجي، فالتمويــل المصحــوب بالخبــرة والملاءة يخلــق فرص أكبــر للتطــور والنمــو؛ مما يدفــع العديــد مــن رواد الأعمال لخــوض الجوالات الاستثمارية لكســب التمويــل والخبــرة مــن مســتثمري رأس المــال. وهناك أنواع مختلفة من الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة يمكن التعريف بها؛ لذا سوف نتناول في هذا المقال المقصود بالشركات الناشئة، والمزايا والعيوب التي تتمتع بها، والمقصود بالجولات الاستثمارية للشركات الناشئة، ومراحل جولات التمويل الاستثمارية ومصادرها، وكيفية إطلاقها، وذلك من خلال العناصر الرئيسية الآتية:

وسوف نقدم شرح تفصيلي لكلًا عنصر من العناصر الرئيسية السابقة:

أولًا: تعريفات متعلقة بالجولات الاستثمارية

هناك بعض التعريفات الهامة والأساسية في الجولات الاستثمارية، تتمثل في الآتي:

  1. الجولات الاستثمارية

تُعرف الجولات الاستثمارية على أنها العامل الرئيسي في نمو الشركات الناشئة واستمرارها، والطريقة التي تسعى من خلالها الشركات الناشئة إلى زيادة رأسمالها وذلك عن طريق اللجوء إلى مستثمرين يقومون بتمويلها، وقد تحتاج عملية العثور على مستثمر لشركة ناشئة إلى بعض الوقت، وتكون الجولات الاستثمارية ضرورية وهامة لتعزيز توسعات الشركات أو انطلاقها داخل الأسواق، وتستخدم الأموال المُحصلة من الجولة الاستثمارية في تعزيز البحث والتطوير، وتطوير مهارات جديدة

2.     الاستثمار الجريء

يعد الاستثمار الجريء شكلًا من أشكال التمويل الذي يوفر الأموال للشركات الناشئة في المراحل المبكرة مع إمكانيات نمو عالية في مقابل حقوق الملكية أو حصة الملكية، ويكون مصدر رأس المال الاستثماري من المستثمرين مرتفعي الملاءة المالية، والبنوك الاستثمارية، والمؤسسات المالية، وصناديق رأس المال الجريء المنظمة، ولا يأخذ الاستثمار الجريء دائمًا شكلًا نقديًا إذ يمكن توفيره في شكل خبرة فنية أو إدارية.

3.     المستثمر الملائكي

يُعرف المستثمر الملائكي على أنه فرد من أصحاب الثروات الذين يستثمرون في الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة؛ لمساعدتها على النمو والتوسع مقابل الحصول على حصة في الشركة.

4.     قائد الجولة الاستثمارية

يُعرف قائد الجولة الاستثمارية على أنه الشخص الـذي يتعـهـد بالاستثمار بالنســبة الأكبر فــي كــل مبلــغ تمويــل، ويقــوم بعمليــات المفاوضــات والتقييــم والفحــص، ويُشــترط فــيه عــدد مــن المواصفــات منها الخبــرة فــي الاستثمارات الجريئــة والمــلاءة الماليــة القويــة، وقــد يحصــل هــذا المســتثمر علــى عــدد مــن الميــزات عــن باقــي المســتثمرين.

5.     مستثمر مؤسسي

في هذه الحالة لا يكون المستثمر شخصًا ولكن مؤسـسـة مثل صــناديق الاستثمار، وهــو مســتثمر تتوفــر فيــه عــدد مــن المواصفــات المتقدمــة فــي الخبــرة والمــلاءة الماليــة، ويوفــر هــذا النــوع مــن المســتثمرين فرصــة الاستفادة مــن الخبــرات والتجــارب لمختلــف مراحــل النمــو.

6.     صندوق رأس المال الاستثماري

هــو نـوع من صنـاديـق الاستثمار المــتخـصصة فـي الاستثمارات الجــريـئـة بشـكل عــام، والاستثمارات فــي الشــركات التقنيــة بالتحديــد، حيــث يبحــث فريــق إدارة الصنــدوق عــن الفــرص الاستثمارية وتقييمهــا، وتهتــم هــذه الصناديــق بالمؤسســات الاستثمارية، غير أنهــا قــد تقبــل اســتثمارات الأفراد من ذوي المــلاءة الماليــة القويــة.

7.     جودة الإيرادات

يتـم تقيـيـم الشــركــات النــاشــئـــة مــن خلال الــمــبـيـعــات ولـيس الربحية؛ لذا فإن المســتثمرين يهتمــون بهــا كمقيــاس لنجــاح الشــركة فــي جذب العمــلاء ودراســة جــودة المبيعــات.

8.     المستثمر الاستراتيجي والمالي

في حين يسعى المستثمر من الاستراتيجي إلى تحقيق أهداف غير مالية كـ الاستحواذ عــلــى تقــنيــات أو شــرائح عمــلاء وأســواق جديــدة، حيــث يســتثمر عــادة فــي نشاط مشــابه أو مكمــل لنشــاطه الحالــي، فإن المستثمر المالي يهــدف للحصــول علــى العوائــد ولا يســتهدف قطاعــات محددة وذلــك مــا يتســم بــه المســتثمر الجــريء.

9.     غرفة البيانات

تُعرف غرفة البيانات على أنها المكــان أو الغــرفــة الــذي يُوضــع فيها كافة الملـفات المهـمة لإجراءات التدقيق والفحــص، والتــي أصبحــت حديثًا غرفـًـا افتراضيــة علــى مواقــع مشــاركة الملفــات ويدخــل المســتثمرين لهــذه الملفات بالصلاحيات المحددة.

10.  حقوق التصفية

تُعرف حقوق التصفية على أنها “الحقوق التي تخول للمــستثــمر فــي الاستثمارات الجريئة الحق في الاختيار بيــن الحصــول علــى رأس المــال، أو المشــاركة فــي الأرباح الناتجــة عــن البيــع أو التصفيــة إن وجــدت، أو كليهمــا. ويعــد ذلــك وســيلة للتحــوط ضــد المخاطــر”([1]).

11.  التخارج

يُعرف التخارج على أنه بيــع الشــركة، ويكــون بإحــدى طريقتيــن: إمــا بالاستحواذ علــى الشــركة الناشــئة مــن قِبــل شــركات كبيــرة أو الاندماج معهــا، أو عن طريق طرحهــا فــي ســوق الأسهم، ويمكــن اعتبــار التخــارج هدفــًا لــكل مــن المســتثمرين والمؤسســين.

ثانيًا: ما المقصود بالشركات الناشئة

تعد الشركات الناشئة شركة حديثة النشأة، ونشأت من فكرة إبداعية وأمامها احتمالات كثيرة للنمو والازدهار بسرعة بواسطة رائد أعمال، وذلك بهدف تطوير منتج أو خدمة مميزة لإطلاقها في السوق، وتنطلق الشركات الناشئة من مبلغ استثماري أولي يضعه المؤسسون أو أحد من أقاربهم، وتقوم الشركات الناشئة على أعمال تجارية قابلة للنمو، وتنمو بطريقة سريعة جدًا وفعالة عند مقارنتها مع شركة تقليدية صغيرة، وذلك نظرًا لما تحتاجه الشركات الصغيرة لاستثمار كمية معينة من المال للدخول إلى السوق، وتتطلب بعض الوقت لتظهر عائداتها.

ثالثًا: ماهية مهام مؤسس الشركات الناشئة

يتولى مؤسس الشركات الناشئة القيام بمجموعة من المهام، تتمثل فيما يلي:

  1. البحث والتحليل والوصول لمنتج يقدم حل لمشكلة قائمة أو تحسين خدمة وتقديمها بشكل أفضل.
  2. جمع كافة المعلومات المتعلقة بالمنتج المقترح، وعمل تحليل اقصائي ومعرفة من هم المستفيدين من هذه الخدمة، ومعرفة كيفية وصول الخدمة، وكيفية نمو المشروع والحصول على تمويل.
  3. عمل نموذج أولي والتأكد من صحة العمل، والمتابعة والتطوير.

رابعًا: الفرق بين الشركات الناشئة والشركات الصغيرة

يمكن إبراز الفروق بين الشركات الناشئة والشركات الصغيرة من خلال النقاط الآتية:

  1. الشركة الناشئة هي شركة حديثة الإنشاء تكون في إطار التنمية والبحث عن الأسواق وتهدف إلى النمو والتوسع لتتحول لشركة عملاقة قادرة على تقديم الخدمات لأكبر شريحة ممكنة من العملاء، فلا تقتصر على سوق معين؛ بل وتخلق سوق جديد خاص بها، أما الشركات الصغيرة فهي تقوم على أعمال تجارية ذات إيرادات وعدد موظفين، وهدفها الاستقلالية في العمل والربح، ولا تسعى إلى النمو الضخم أو السيطرة على السوق في مجالها، أي أن صاحب الشركة الصغيرة هدفه الحصول على دخل معقول يلبي متطلباته اليومية.
  2. يعتبر المال هدفًا نهائيًا لدى صاحب الشركة الصغيرة، في حين أنه مجرد وسيلة لدى مؤسس الشركة الناشئة لتحقيق مزيد من النمو والتوسع.
  3. صاحب الشركة الصغيرة لا يُقدم على المخاطرة إلا بشكل محدود، فهو يبحث عن فكرة ناجحة تجاريًا ثم يقوم بتقليدها، أما الشركات الناشئة فهي تقوم على الإبداع والابتكار ومن دونهما لا يمكنها أن تحقق أي نجاح.

٤.   يميل المؤسسون في الشركات الناشئة إلى تمويل أعمالهم في البداية من مدخراتهم الشخصية، وغالبًا ما يتم تمويلها من قِبل المستثمرين الملائكة أو أصحاب رؤوس الأموال بدلًا من المنح أو القروض، ويختار المستثمرون عادةً الشركات الناشئة على أساس تحقيق أعلى عائد ممكن على الاستثمار، أما الشركات الصغيرة فإنها تسعى إلى الحصول على التمويل من خلال قروض ومنح الأعمال الصغيرة؛ لأنها تميل إلى تحقيق ربح أقل وبالتالي تقديم عائد أقل على الاستثمار لأصحاب رؤوس الأموال أو المستثمر الملائكي.

خامسًا: مميزات الاستثمار في الشركات الناشئة

تتميز الشركات الناشئة بعدة مميزات يمكن إجمالها فيما يلي:

1.     حديثة العهد

تتميز الشركات الناشئة بأنها شركة حديثة العهد، ويكون أمامها خياران: إما التطور والتحول إلى شركات ناجحة، أو إغلاق أبوابها والخسارة.

2.     الاعتماد على التكنولوجيا بشكل أساسي

تتميز الشركات الناشئة بأنها شركة تعتمد على التكنولوجيا بشكل رئيسي، فيعتمد مؤسسها على التقدم والعثور على التمويل وذلك من خلال المنصات على الإنترنت، فتقوم أعمالها التجارية على أفكار رائدة، وإشباع حاجات السوق بطريقة ذكية.

3.     تكاليف منخفضة جدًا

تتميز الشركات الناشئة بأنها شركة تحتاج تكاليف منخفضة إذا ما قُورنت بالأرباح التي تحصل عليها، وفي الغالب تأتي هذه الأرباح بشكل سريع ومفاجئ.

4.     الاستقلالية

تتميز الشركات الناشئة بالاستقلالية في تأدية مهامها، فإذا كنت من الأشخاص الذين يحبون استقلالية الأفكار في إنجاز المشاريع دون التدخل من قبل الرؤساء؛ فإن الشركات الناشئة هي الشركات المناسبة لك، مما يسمح لهم بالإبداع والتفرد في العمل.

5.     تتميز بالمرونة والسرعة

تتميز الشركات الناشئة بالمرونة والنمو التدريجي والمتزايد، ولديها القدرة على مواكبة الظروف والتحديات حولها، مما يمنحها القدرة على الارتقاء بعملها التجاري بسرعة وزيادة الإنتاج من دون زيادة التكاليف، ولديها القدرة على توليد أرباح كبيرة جدًا.

6.     الابتكار وحب التعلم

تتميز الشركات الناشئة بالابتكار والتعلم، ولأن الهدف الأساسي للشركة الناشئة هو النجاح والنمو والتطور بأكبر شكل ممكن؛ فإن موظفيها يتميزون بالابتكار وحب التعلم والقدرة على تطوير مهاراتهم من أجل تحقيق هدفهم.

7.     اكتساب الخبرة السريعة

فالشركات الناشئة تمنح فرصة كبيرة للموظفين لتصحيح أخطائهم مما يتيح لك تعلم المزيد من المهارات بسبب كثرة تجاربك، مما يجعلك تتعامل مع الأمور بصورة أفضل من السابق، واكتساب الخبرة التي تمكنك من اتخاذ بعض القرارات المصيرية التي كانت غير متاحة في بداية توظيفك، وإمكانية الارتقاء في السلم الوظيفي على نحو يمكنك من قيادة فريق كامل.

سادسًا: عيوب العمل بالشركات الناشئة

على الرغم من المزايا التي يتميز بها الاستثمار في شركة ناشئة إلا أن هناك عيوب تعتري العمل بالشركات الناشئة، تتمثل في يما يلي:

1.     انعدام الأمان الوظيفي

يعد انعدام الأمان الوظيفي واحدًا من عيوب العمل في الشركات الناشئة، فالأجر الثابت ليس موجودًا في العمل في هذه الشركات، حيث إنه من الممكن أن تفقد وظيفتك في أي لحظة ما لم تضع خطط احتياطية ومصدر دخل من مكان آخر، ولمخاطرة بانعدام الأمان الوظيفي له عواقب كبيرة في مشوارك المهني، فعلى الرغم من أن الشركات الناشئة توفر لك بيئة عمل مريحة للتركيز على مهامك أكثر، لكن لا يوجد بها الأمان الوظيفي الموجود في الشركات الكبرى.

2.     عدم استقرار الأموال

يعد عدم استقرار الأموال أكثر عيوب العمل بالشركات الناشئة، فالشركات الناشئة ليس عادةً هي المكان الأفضل لكسب المزيد من المال؛ فجميع الشركات الناشئة تواجه في بداية مشوارها ضعف التمويل؛ وبالتالي تحتاج إلى ترشيد المال، وهو ما لا يتناسب مع الكثير من الأشخاص الذين يريدون مرتبًا عاليًا عند التوظيف، وبالتالي سوف يصابون بخيبة أمل كبيرة بعد التوظيف.

3.     تقلبات أحوال الشركات الناشئة

فمن المحتمل حدوث الكثير من المخاطر الكبيرة عند بدء العمل بها، والتي تحتاج إلى أشخاص يجيدون كيفية التعامل مع المشاكل التي تواجه الشركات الناشئة خلال مسيرتها التأسيسية، فعند حدوث خسائر مفاجئة؛ فإن جميع الموظفين سيتأثرون من ذلك.

4.     التوتر والضغط المتواصل

يعد التوتر والضغط المتواصل أمرًا طبيعيًا لغالبية العاملين بالشركات الناشئة؛ وذلك نتيجة لكثرة الاجتماعات واللقاءات اليومية، فإذا كنت من النوعية التي لا تعتاد العمل تحت الضغط المتواصل فإن ذلك قد يعرضك لفقدان مجالك الوظيفي.

5.     انعدام الخبرة القيادية لإدارة الشركة

من عيوب العمل بالشركات الناشئة انعدام الخبرة القيادية لإدارة الشركات الناشئة، فالشركات الناشئة ليس لديها أي هيكلة استراتيجية فعالة لتحقيق الأهداف المراد تحقيقها، كما أن بيئة العمل بها قد تكون فوضوية في البداية ولا يوجد تنسيق في توزيع المهام بين فريق العمل، مما يؤثر سلبًا على قدرة الشركة الناشئة في المستقبل، فأغلب المشاريع الناشئة تبدأ بشغف ولكن لا تجد من يوجهها نحو الطريق الصحيح؛ لأن غالبية القادة ليس لديهم الخبرة والتمرس الكافي لتحقيق الأهداف المرجوة.

سابعًا: نصائح ينبغي مراعاتها عند إقامة شركة ناشئة

هناك بعض النصائح التي ينبغي مراعاتها عند التفكير في إقامة شركة ناشئة، بتمثل أهمها فيما يلي:

1.     التفكير في احتياجات الناس

ينبغي على من يرغب في إقامة شركة ناشئة التفكير في احتياجات الناس ومشكلاتهم؛ لأن الشركات الناشئة تسعى في الأصل إلى تقديم حلول واقتراحات للناس وطرح الخدمات الرائدة في السوق، فينبغي البحث في السوق، ودراسته بشكل دقيق، والتفكير في المشكلات التي يحتاج الناس إلى إيجاد حلول لها، والبحث عن حلول لهذه المشكلات.

2.     تحديد أهدافك وموعد تنفيذها

ينبغي عند التفكير في إقامة شركة ناشئة أن تحدد أهدافها تحديدًا دقيقًا، وأن تحدد موعدًا لتنفيذ هذه الأهداف، فتحديد وقت لتنفيذ هذه الأهداف يعد من أخطر العوامل وأهمهما في تقرير مدى نجاح الشركة الناشئة أم فشلها، ويساعدك تحديد الأهداف في المحافظة على ترتيب الأمور في مشروعك والتركيز الاستراتيجي على التنفيذ، وينبغي تحديد مقدار الميزانية التي تحتاج لها للبدء بإقامة الشركة، ومقدار المال الذي سيساهم به كل شخص مشترك فيها.

3.     التفكير في طرق تساعدك على الارتقاء بالعمل

ينبغي عند التفكير في إقامة شركة ناشئة التفكير في طرق تساعدك على الارتقاء بالعمل بها، والبحث عن طرق وحلول تتمتع بإمكانية كبيرة للنمو وتكون قادرة على زيادة الأرباح والدخل دون الحاجة إلى تكاليف ضخمة، واستخدم الموارد التقنية المتاحة لتقديم أفضل الخدمات.

4.     تكوين فريق عمل موحد

ينبغي أن يكون لديك فريق عمل موحد وعلى استعداد لإقامة شركتك الناشئة، وقادر على تنفيذ المهام المخولة إليه، بحيث يساهم كل منهم بجزء هام من أجل المشروع، وينبغي ألا تفقد الأمل إذا لم تذهب الأمور في الاتجاه الصحيح منذ البداية.

5.     تناسب الوقت والمجهود المبذول مع الأرباح المتحصلة:

ينبغي عند الانضمام للعمل بالشركات الناشئة أن تضع تركيزك على تناسب الوقت والمجهود الكبير مع الفوائد المتحصلة؛ حتى لا يضيع مجهودك كله، ويكون في إمكانك أن تستثمره في مكان آخر أفضل؛ لأنه في بعض الشركات الناشئة تكون فرصة الراحة قليلة جدًا والعطلات منعدمة في بعض الأحيان.

ثامنًا: مصادر تمويل الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة

تتمثل مصادر تمويل الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة في الآتي:

1.     التمويل الشخصي

ليس من الضروري الاعتماد على مصادر خارجية للتمويل، فمن الممكن اللجوء إلى التمويل الشخصي، ويمكن تنفيذ ذلك في بداية المشروع بالتحديد، وذلك من خلال استخدام المدخرات الشخصية، ومن مميزات التمويل الشخصي الحصول على أكبر قدر من الحرية في تنفيذ الأفكار، فلا توجد أي تدخلات أو اعتراضات من أي شخص، مما يتيح الحرية الكاملة للتجربة وتطوير الأفكار لحين الوصول للتصور المثالي، ومما لا شك فيه أن هذا الأمر يعطي ثقة للمستثمر بأنك مؤمن بالفكرة لدرجة استثمار مالك الخاص بها.

2.     التمويل الجماعي

يعد التمويل الجماعي أحد أهم مصادر تمويل الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة، ويتحقق التمويل الجماعي من خلال الحصول على دعم من الأفراد العاديين، وجمع الأموال منهم لتمويل فكرتك، مما يتطلب ذلك اقتناعهم بالفكرة حتى يجعلهم متقبلين لمنحك الأموال والمساهمة في تنفيذها.

3.     الأصدقاء والأقارب

يعد اللجوء إلى الأصدقاء والأقارب واحدًا من مصادر تمويل الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة، فهؤلاء هم الأشخاص الذين يثقون بك ويؤمنون بك وبإمكانياتك، فلا تردد في مطالبة أصدقاؤك وأقاربك ومؤيدي فكرتك بقرض أو تمويل لفكرتك، ويمكنك الحصول على ذلك منهم دون الحاجة إلى دفع أي فائدة، ومن مميزات اللجوء إلى الأصدقاء والاقارب ليس فقط الحصول على الأموال، ولكنها تعد خطوة في إقناع المستثمرين لاحقًا، فهم يرون وقتها كيف نجحت بالفعل في الحصول على تأييد لفكرتك. بخلاف إذا رأى المستثمرين أنك لم تحصل على دعم من المقربين لك وأصدقاؤك، فهذا قد يعني عدم استحقاق الفكرة للتمويل.

4.     القروض الصغيرة

يوجد العديد من البنوك التي تمنح خدمات القروض الصغيرة للراغبين في بدء مشروعاتهم، وتوجد مؤسسات متخصصة كذلك في هذا النوع من التمويل، سواء كانت تابعة لأحد البنوك أو مؤسسات مالية مستقلة، ولا تعد هذه الطريقة مناسبة للشركات الناشئة على الأغلب نظرًا للمخاطرة العالية التي تواجهها الشركات الناشئة، وكذلك قلة الأصول الثابتة لديها؛ لاعتمادها على التكنولوجيا، وعدم وجود تاريخ مالي مستقر.

5.     المستثمر الملائكي

هو شخص يملك ثروة ويميل إلى المغامرة والاستثمار في الشركات الناشئة خصوصًا في المراحل الأولى من عملها، ويحصل على حصة من الشركة مقابل قيمة الاستثمار التي يشارك بها، بهدف مضاعفة أمواله خلال عمل الشركة، أي أن هدفه هو الأرباح الرأسمالية، وعندما تنجح الشركة في الوصول إلى مستثمر ملائكي فهذا قد يكون من الخطوات الانتقالية المميزة لها. إذ يسعى المستثمرة الملائكي لتقديم أقصى فائدة للشركة، من خلال نصائحه وشبكة علاقاته.

تاسعًا: مراحل الجو لات الاستثمارية للشركات الناشئة

عــادة مــا يتــم تصنيــف الجو لات الاستثمارية لخمــس مراحــل تبــدأ بالمســتثمر الملائكي، مســتثمر مرحلــة البــذور، المرحلــة A، المرحلــة B، والمرحلــة C، ولــكل مرحلــة عــدد مــن المهــام التــي يجــب إنجازهــا بفعاليــة كالتالــي:

1.     المراحل الأولية (المستثمر الملائكي، مرحلة البذور)

تــدور المهــام الأولية حــول إجــراءات بحــوث الســوق والتعــرف علــى العمــلاء وتصنيــع المنتجــات الأولية وإعــداد فريــق عمــل صغيــر ونمــوذج عمــل واضــح وبســيط، ودراســة مخاطــر الســوق والصناعــة، وتتــراوح حصــة المســتثمرين فــي هــذه المرحلــة من ١٠٪:٢٠٪.

2.     المرحلة (A)

توجــه الاستثمارات فــي هــذه المرحلــة لمجالات تحســين العمليــات والتوســع فــي العمــلاء والأسواق داخــل الدولــة وتطويــر المنتــج والخدمــة واســتحداث خصائــص جديــدة، وتحليــل ردة فعــل الســوق ومخاطــر نمــوذج الأعمال، وتتــراوح حصــة المســتثمرين فــي هــذه المرحلــة ما بين ٢٠٪ إلــى ٣٠٪.

3.     المرحلة B

توجــه الاستثمارات في هــذه المرحلــة عــادة للتوســع إقليميًا وزيــادة فريــق العمــل والمبيعــات بالإضافة لإدارة التكاليــف والاهتمام بالموظفيــن، وتحليــل مخاطــر التوســع، وتتــراوح حصــص المســتثمرين فــي هــذه المرحلــة ما بين ٢٠٪ إلــى ٤٠٪.

4.     المرحلة C

تســتهدف هــذه المرحلــة التوســع الدولــي والاستحواذ علــى المنافســين والعمــل علــى تســريع النمــو، وتتــراوح حصــص المســتثمرين فــي هــذه المرحلــة بيــن ٢٠٪ إلــى ٤٠٪. ويســتغرق إقفــال الجولــة الاستثمارية بحــد أقصــى ٦ أشــهر وغالبًا مــا يتــم فتــح جولــة كل ســنة ونصــف بالمتوســط تقريبًا حيــث يســتغرق تنفيــذ مهــام كل جولــة مــن ســنة ونصــف إلــى ســنتين.

عاشرًا: كيف أطلق جولة استثمارية في شركتي الناشئة

يجب اتباع الخطوات الآتية من أجل إطلاق جولة استثمارية في شركتي الناشئة على النحو الآتي:

1.     الخطوة الأولى

تبــدأ الخطوة الأولى بعمليــة جمــع رأس المــال الجــريء وهــي جمــع المقاييــس وترتيــب الخطــط بإثبــات الطلــب علــى المنتــج ومجالات النمــو ومــدى ملائمته للســوق، وتحديــد مقياس الربح اعتمــادًا علــى نــوع التشــغيل، بالإضافة لتحليــل اســتراتيجيات اكتســاب العملاء والتكاليــف لــكل عميــل، وتقييــم الشــركة مــن خــلال القيمــة الســوقية لها.

2.     الخطوة الثانية

ويتم فيها تحديــد الاحتياجات مــن خــلال تقديــر الشــركة ومقــدار الحصــة التــي يحصــل عليهــا المســتثمرين نظيــر اســتثماراتهم، وجمــع المعلومــات الداعمــة وتحديــد الاحتياجات واســتهداف رأس المــال الملائم لأهدافك.

3.     الخطوة الثالثة

وفيها يتم إجــراء البحــوث حــول المســتثمرين الشــركات والأفراد ممــا يفيــد فــي تخصيــص عرضــك الاستثماري.

4.     الخطوة الرابعة

يتم خلالها إعداد العرض الاستثماري لإقناع المســتثمر بمقابلتــك والحصــول علــى فرصــة العــرض الكامــل للفرصــة الاستثمارية خلال الاجتماع، ويعــد تصميــم العــرض الاستثماري جانــب فــي غايــة الأهمية، فهــذا العــرض هــو مــرآة شــركتك الناشــئة لــدى المســتثمرين؛ لذا ينبغي إتقــان عرضــك أثنــاء اجتماعــك بالمســتثمرين، ويأتــي ذلــك مــن خــلال الممارســة والتدريــب مع التهيئــة علــى مــا يجــب قولــه وعرضــه علــى المســتثمر.

5.     الخطوة الخامسة

يتم فيها تحديــد المستثمرين وقائد الجولة الاستثمارية للتنســيق معــه فيمــا يخــص بقيــة المســتثمرين خصوصـًا فــي الجولات المبكــرة، حيــث يتكفــل القائــد بالتواصــل مــع بقيــة المســتثمرين ويمكنهــم العــودة للقائــد فــي بقيــة الخطــوات.

6.     الخطوة السادسة

وفيها يتم إجراء المفاوضــات مــع القائــد بإخطــار المســتثمرين، وتتعلــق المفاوضــات بالتقييــم حيــث يُفضــل المســتثمرين إجراء تقييمهــم الخــاص باختلاف طــرق التقييــم ثم تقوم بمراجعتــه ومقارنتــه بتقييمــك الخــاص.

7.     الخطوة السابعة

وتمثل الخطوة الأخيرة وفيها يتم إغلاق الجولــة مــن خــلال الوصــول لاتفاق كامــل مــع قائــد الجولــة وإتمــام عمليــات الفحــص وكتابــة العقــود الأساسية من خلال مستشــار قائــد الجولــة القانونــي ومراجعتهــا مــن قِبــل مستشــار الشــركة، وتوقيعهــا مــن قِبــل المؤسســين ثــم المســتثمرين.

وقد اعتــاد المســتثمرين والشــركات الإعلان عن إغلاقهم للجولات؛ بهــدف التســويق والدعايــة للطرفيــن مــن خــلال الأخبار الصحفيــة ووســائل التواصــل الاجتماعي، وغالبًــا مــا يتــم إعلان مبالــغ الاستثمارات الكبيــرة جــدًا بصفتهــا إثبــات لقــدرة الشــركة علــى جــذب الاستثمار، ويستغرق إغلاق الجولــة الاستثمارية بحــد أقصــى ٦ أشــهر وغالبًـا مــا يتــم فتــح جولــة كل ســنة ونصــف بالمتوســط تقريبًا حيــث يســتغرق تنفيــذ مهــام كل جولــة مــن ســنة ونصــف إلــى ســنتين.

الحادي عشرًا: متي أطلق جولة الاستثمار للشركة الناشئة

يجــب التحقــق مــن جاهزيــة شــركتك إداريًا وقانونيًا وتقييــم الشــركة تقييمًــا عــادلًا، ويجــب علــى رواد الأعمال فهــم عمليــات التمويــل والقــدرة علــى تحليــل وفهــم وثائــق الشــروط، فالوقــت المناســب لإطلاق جولتــك الاستثمارية يختلــف باختلاف الهــدف وحالــة الاقتصاد، حيــث تختلــف الأهداف مــن الجوالات الاستثمارية للشركات الناشئة بين التالي:

  1. التوزيــع والتســويق مــن خــلال تحســين الدعايــات والنشــر والتوزيــع التــي تعكــس تخفيــض التكاليــف وزيــادة المبيعــات أو أحدهمــا.
  2. التوسع لأسواق جديدة، بإطلاق منتجات جديدة أو الوصول لمناطق جديدة.
  3. تنفيذ خطط جديدة.
  4. تمويل العجز ويُستخدم لتعويض النقص في رأس المال.

ويعد اختيــار التوقيــت المناســب لإطلاق جولــة الاستثمار مســألة حرجــة، حيــث يجــب تحليــل إمكانيــة الشــركة لتحمــل المهــام والالتزامات التــي ستكبدها نتيجــة هــذه الجولــة، فيجــب علــى الشــركات بنــاء خطــة زمنيــة لجميــع الاستثمارات مشــتملة الحاجــات الاستثمارية مــع الأخذ في الاعتبار الإجازات والعطــل

إعداد/ محمد محمود

[1] د. أحمد الفوزان، مصطلحات رأس المال الجريء.